بغداد - Qabas News
القت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها الضوء على الدور السلبي الذي لعبته واشنطن في بغداد بانسحابها من العراق، وترك الميدان للإيرانيين والحرس الثوري الإيراني، مستغربة في الوقت ذاته، من الرؤية الأميركية عندما أعلنت انسحابها دون سابق إنذار في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
واشارت الصحيفة في تقريرها الى وجود سيناريوهات متعددة بشأن العراق لمرحلة ما بعد الانتهاء من التنظيمات المتشددة، وتقول ان اول تلك السيناريوهات يكمن في المضي قدماً بسياسة "الوجود الأميركي الذكي الفاعل" من أجل إعادة رسم المسارات السياسية لتوائم التحديات الحالية وفق متغيرات عصرية للنهوض بالعراق ليصبح العراق شريكاً ولاعباً استراتيجياً مهما في التوازنات الاقليمية والدولية ومساعدة بغداد للخروج من عباءة المحاور الطائفية والاقليمية.
وأضافت أن "السيناريو الثاني يتمثل في الاستمرار في تحويل العراق إلى دولة ثيوقراطية (نمط حكم تدعي فيه السلطة القائمة أنها تستمد شرعيتها من الدين) تحاكي النظام السياسي في إيران".
وتابعت الصحيفة، أما السيناريو الثالث فهو المبني على المساعدة الأميركية لإعادة العراق الى الحضن العربي لأن واشنطن ساهمت إلى حد كبير في خروجه من الصف العربي، ويكون ذلك بتسهيل زيارات المندوبين العراقيين للكتل السياسية الى الدول العربية وزيارة المسؤولين العرب والدوليين للعراق ولقاء زعماء تلك الكتل لبناء مجتمع عراقي مدني يساعده في ذلك تموضع العراق على خط أنقرة- طهران ما يتيح له دوراً محورياً إقليمياً يتناسب مع حجم العراق وإمكانياته.
وأشارت الى أن "السيناريو الرابع يتمثل في أن يقوم أبناء العراق برفض الوصاية والحماية الخارجية أياً كانت والنهوض بمشروع داخلي لا طائفية فيه ولا نعرات تمهد الطريق إلى عراق جديد برؤية جديدة تقود العراق والمنطقة إلى التعايش ونبذ الخلاف.
واضافت الصحيفة، يبدو أن القرار الذي أصدره الكونغرس الأميركي منذ أيام قد فاجأ الحكومة الإيرانية بفرض عدد من العقوبات الاقتصادية على إيران مع إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب على موقفه بإعادة صياغة الاتفاق الموقع بين طهران ومجموعة (5+1) كونه يخدم إيران أكثر مما يخدم غيرها من الدول. ويبدو أن الدول الخليجية هي الأكثر تضرراً من بنوده لأنه يعطي فرصة لإيران بامتلاك سلاح نووي ولو بعد حين، ناهيك عن المخاوف بشأن التوسع العسكري الايراني داخل الاراضي العراقية من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
وختمت الصحيفة بالقول، يبدو أن الكثير من الدول تنتظر اليوم ما ستسفر عنه الحرب ضد "داعش" في العراق للعودة إلى ذلك البلد عبر بوابة الحكومة العراقية التي تمثل الشعب العراقي، لا ما تريده دول أقليمية بعينها من اجل النشاط الاقتصادي والاستثماري في العراق الذي عانى منذ العام 1991 من الكثير من العقبات والحروب.