وكالة فبس نيوز
يدلي أكراد العراق بأصواتهم الاثنين في استفتاء انفصال إقليم كردستان عن الدولة الأم.
وتخيم حالة من عدم اليقين على هذا الاستفتاء الذي يواجه معارضة داخلية، وإقيلمية، ودولية.
وطلبت الولايات المتحدة، وبريطانيا، والتحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية تأجيل الاستفتاء لمدة عامين.
وقال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، إن الوقت "متأخر جدا" لاتخاذ قرار التأجيل.
لماذا يُجرى الاستفتاء؟
يذهب بارزاني وحلفاؤه في حملة الانفصال إلى أن سنوات من سوء المعاملة التي تعرض لها أكراد العراق جعلتهم يرون أن الوقت مناسب تماما لأكراد العراق كي يقيموا دولة خاصة بهم.
وتتهم حكومة إقليم كردستان، التي تتخذ من مدينة أربيل عاصمة لها، أيضا الحكومة المركزية في بغداد بأنها تقصي بشكل منهجي الأكراد من تقاسم عادل للسلطة والموارد.
ويقول الأكراد المؤيدون للاستفتاء إن الانفصال "حق طبيعي"، وإن إنشاء دولة للأكراد سيجلب الاستقرار الإقليمي للمنطقة.
ما هو سؤال الاستفتاء؟
يتوجب على الناخبين، سواء المشاركين عبر الإنترنت أو في مراكز الاقتراع، الإجابة بـ"نعم" أو "لا" على السؤال التالي: "هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟".
تشير "المناطق الكردستانية" إلى أراضي متنازع عليها تسكنها مجموعات إثنية متعددة وتخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية، مثل مدينة كركوك الغنية بالنفط والبلدات التي يسيطر عليها الأكراد في شمالي العراق بمحافظات ديالى، وصلاح الدين، ونينوى.
من سيصوت وأين؟
يحق لأكثر من خمسة ملايين عراقي غالبيتهم من الأكراد المشاركة في الاستفتاء، وذلك طالما أنهم سجلوا أسماءهم في كشوف الناخبين من خلال استمارات الحصص الغذائية التي تثبت إقامتهم الدائمة في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أو المناطق المتنازع عليها وخاضعة لسيطرة الأكراد.
ويمكن للعرب والإيزيديين والتركمان وكذلك المسيحيين الكلدان والسريان التصويت طالما كان لديهم الوثائق اللازمة. وينطبق الوضع ذاته على الناخبين في الشتات.
ما هو موقف الحكومة العراقية من الاستفتاء؟
وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء بأنه خطوة "غير شرعية وغير دستورية".
كما رفض البرلمان العراقي في بغداد الاستفتاء وصوت ضده، وطلب من رئيس الحكومة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على وحدة العراق في مواجهة خطوة الأكراد الانفصالية.
وعاقب البرلمان محافظ كركوك، الكردي، بعزله من منصبه، في 14 سبتمبر/أيلول، بعد إعلان تأييده للاستفتاء والموافقة على إجرائه في المحافظة.
وحذر مسؤولون عسكريون عراقيون من تأثير الاستفتاء على الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقالوا إنه سيؤدي لنتائج سلبية، خاصة أن التنظيم مازال يسيطر على مناطق متنازع عليها مثل مدينة الحويجة في منطقة كركوك.
هل يؤيد جميع أكراد العراق الاستقلال؟
لا، فهناك بعض العراقيين الأكراد من السياسيين ورجال الأعمال وشخصيات بارزة رفضت إجراء الاستفتاء الآن، وأسسوا حركة "لا في الوقت الحالي". ويدفع هؤلاء بأنه من الخطأ إجراء الاستفتاء في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الحالية.
ويرى رافضون آخرون بعدم وجود سند قانوني وشرعي لإجراء الاستفتاء وأن الرئيس مسعود بارزاني يستغله لتعزيز سلطاته وسلطات حزبه.
كما يقولون إن الاستفتاء لن يحقق استقلالا حقيقيا، وسيورط الأكراد في صراع وأزمة اقتصادية.
ورفض الإيزيديون، الذين لا يخضعون لحكم الأكراد في منطقة سنجار المتنازع عليها بمحافظة نينوى، المشاركة في الاستفتاء.
ما هو موقف دول جوار العراق من الاستفتاء؟
تعارض كلا من تركيا وإيران الاستفتاء في كردستان، واعتبرته أنقرة بمثابة "خطأ تاريخي"، بينما قالت طهران إنه "خطوة خطيرة".
وترفض الدولتان الاستفتاء بصورة أساسية خوفا من تأثيره على الأقليات الكردية الموجودة لديهما وعددها في الواقع أكبر من عدد الأكراد في العراق.
ومع هذا ترتبط تركيا وإيران بمصالح اقتصادية قوية مع كردستان العراق، والذي يصدر النفط إلى العالم عبر ميناء جيهان التركي، كما يقدم النفط الخام إلى إيران مقابل الحصول على منتجات نفطية.
يأتي هذا بينما لم تعلن سوريا موقفا محددا من الاستفتاء، لكن من المرجح بصورة كبيرة أن دمشق تفضل بقاء العراق موحدا في وقت تنتشر حالة من انعدام الأمن في الإقليم على نطاق واسع.
كيف يرى الأكراد في دول الجوار الاستفتاء في كردستان العراق؟
يرفض أكراد سوريا، الذين يخوضون حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فكرة إنشاء دولة قومية للأكراد ويطالبون فقط "بحكم ذاتي فيدرالي" في شمال سوريا ويطلقون على تلك المنطقة روج أفا.
ومع هذا فقد أعلنوا أنهم سيحترمون قرار غالبية أكراد العراق والنتائج التي سيخرج بها الاستفتاء.
في الوقت نفسه، يبدو أن أكراد تركيا متعاطفين مع فكرة الاستقلال، وقد أثنت بعض الأحزاب الكردية الشرعية في تركيا على خطوة إجراء الاستفتاء في كردستان العراق.
لكن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا خارجا على القانون، يرفض إجراء الاستفتاء ويعتبره حيلة دعائية يهدف منها بارزاني البقاء في السلطة.
ويصر الحزب على ضرورة أن يعمل الأكراد بدلا من هذا على تبني فكرة "حكم ذاتي ديمقراطي".
وفي إيران تدعم غالبية الأحزاب الكردية إجراء الاستفتاء، على أمل أن يحققوا هذا في يوم ما وتستقل مناطقهم عن إيران.
ما هي النتائج المتوقعة للاستفتاء؟
من المتوقع بصورة كبيرة التصويت لصالح انفصال إقليم كردستان، لكن الحكومة المركزية في بغداد قالت إنها لن تعترف بالنتائج.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق إنها لن تضطلع بأي دور في الاستفتاء، لذلك فإن العملية بالكامل لن تخضع لأي رقابة دولية.
وأكد مسؤولون أمنيون من أكراد العراق اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية الضرورية لمواجهة أية اضطرابات أثناء وبعد الاستفتاء.
بينما توقع آخرون وقوع صدامات مسلحة في المناطق المتنازع عليها، خاصة في كركوك الغنية بالنفط، حيث نشر الجيش العراقي قواته لشن هجوم على معاقل تنظيم الدولة في الحويجة، قبل يومين من الاستفتاء.
وإذا ما جاءت نتيجة الاستفتاء بالموافقة على الانفصال ولم تعلن حكومة الإقليم الاستقلال وقيام الدولة، فإنها سوف تستخدم النتائج كورقة مساومة في مفاوضاتها المقبلة مع الحكومة المركزية في بغداد حول الموارد الطبيعية.