بغداد - قبس نيوز
بعد أن أحكم سيطرته على العالم الافتراضي خلال السنوات العشر الأخيرة باختراعه الذي سجّله التاريخ، تتزايد الأحاديث والتحليلات في أوساط المواقع الاجتماعية والصحافة الأمريكية، حول إمكانية إحكام سيطرته على العالم الواقعي.
مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، اتخذ خلال الفترة القليلة الماضية سلسلة إجراءات دفعت "الفيسبوكيين" في العالم إلى رسم توقعات وطرح تساؤلات حول ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020.
في 14 مايو 2019، يُتم رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لشركة فيسبوك، الخامسة والثلاثين، وهي السن القانونية لتولي رئاسة الولايات المتحدة. وهذه الحسابات تتزامن مع أخبار "غير مؤكدة" حول ترشح زوكربيرغ.
وإذا صدقت التوقعات، وحدث أن رشح نفسه لرئاسة أمريكا وفاز، فإنه يصبح أصغر رئيس جمهورية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
- مؤشرات
مؤخراً، أثار قرار زوكربيرغ بشأن تعيين مستشار الرئيس السابق باراك أوباما، جويل بنينسون، مستشاراً له، حفيظة مرتادي مواقع التواصل، كما أثار العديد من التساؤلات لدى وسائل الإعلام العالمية.
بنينسون الذي شغل منصب مستشار أوباما، كان قد شغل أيضاً منصب كبير المخططين الاستراتيجيين لحملة هيلاري كلينتون الانتخابية، منافِسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معركة الانتخابات الأخيرة.
زوكربيرغ لم يقدم أي تعليق حول الإشاعات الأخيرة التي تواردت عبر العالميْن الواقعي والافتراضي، ما أخذ البعض نحو تأكيد الأمر، على اعتبار أن ما لم يُنفَ فهو صحيح.
لكنه قال إن تعيين بينينسون جاء لمصلحة مؤسسة "مبادرة شان زوكربيرغ الخيرية" التي أسسها في ديسمبر 2015 مع زوجته، بهدف العمل على تطوير الكفاءات وتشجيع تكافؤ الفرص في التوظيف.
وأرجعت وسائل إعلام أمريكية سبب التعيين إلى رغبة زوكربيرغ في دخول الحقل السياسي، وربما الاستعداد لترشيح نفسه للانتخابات الأمريكية المقبلة، مُنافساً للرئيس الحالي ترامب.
وبينينسون لم يكن الوحيد من مستشاري أوباما الذي عُيِّن في "مبادرة شان زوكربيرغ"، ففي يناير الماضي اختير ديفيد بلوف، مدير حملة أوباما لرئاسيات 2008، رئيساً للسياسات في المؤسسة الخيرية.
- إصرار رغم النفي
وإضافة إلى سلسلة التعيينات والإجراءات التي شملت كذلك شخصيات سياسية عدة، أعلن مؤسس "فيسبوك" عزمه القيام بجولة تشمل 30 ولاية لم يزرها الرجل الأمريكي، ضمن مخطط أطلق عليه "التحدي الشخصي للعام 2017".
زوكربيرغ كتب على صفحته أنه يسعى من خلال هذا التحدي إلى الحديث مع الناس الأمريكيين في أرجاء الولايات المتحدة والسماع إليهم، وهو ما زاد ظنون بعض المراقبين حول تخطيط مؤسس فيسبوك للترشح للرئاسة الأمريكية.
وهنا، نفى الملياردير الشاب من خلال صفحته على الفيسبوك نيته الترشح لرئاسة الولايات المتحدة قائلاً: "يتساءل البعض حول علاقة الجولة بترشحي للانتخابات، لكن هذا غير صحيح".
وفي الحديث عن دوافع مارك الشخصية، التي أظهرها خلال السنين الأخيرة، والتي تضمنت القضاء على الفقر والجوع، ودعم البشرية عامةً لحياة أفضل، وهو ما دفعه لإنشاء مؤسسته الخيرية مع زوجته؛ لخدمة البحث العلمي والقضاء على الفقر والجوع، والوقاية والعلاج من الأمراض؛ فإنه قد تكون نفس تلك الأسباب هي التي تدفع مارك نحو كرسي الرئاسة.
وعلى الرغم من نفي هذه الشائعات، فإن استطلاع رأي أجرته مؤسسة البحوث الأمريكية في واشنطن "بوليسي بابليك بولينغ"، حول فرص فوز المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي إذا ترشح "ترامب" مجدداً، أوضحت نتائجه أن غالبية "الجمهوريين" سينتخبون ترامب، في حين سيرشح البعض زوكربيرغ على اعتبار أنه سيكون مرشحاً للحزب "الديمقراطي".
وعبّر 24% من المشاركين عن رغبتهم في انتخاب زوكربيرغ، في حين فضل 29% عدم ترشحه، وقال 47% من المُستطلعة أصواتهم إنهم غير متأكدين من رأيهم.
وقد ذهبت آراء عديدة أيضاً تجاه الاعتقاد بأن طموح مارك أكبر من أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، فهو بطريقة ما يحكم ما يقرب من ملياري شخص حول العالم (مستخدمي فيسبوك وإنستغرام)، منهم من لم يسمع عن دونالد ترامب طوال حياته.