Skip to main content
السبت, 23 تشرين ثاني 2024

الولع بالأجهزة الإلكترونية "يؤثر على راحتنا ليلا" الأربعاء 20 أيلول 2017عدد المشاهدات 2081

وكالة قبس نيوز

إعلان

بغداد - Qabas News

ما هو آخر شيء فعلته قبل الاستغراق في النوم ليلة البارحة؟ ربما كنت تستخدم جهازا إلكترونيا؛ تقرأ رسائل البريد الإلكتروني، أو تتصفح الإنترنت، أو تتابع مواقع التواصل الاجتماعي.

أنت لست وحدك في ذلك، إذ تقدّر دراسة أجرتها مؤسسة النوم الوطنية الأميركية أن 48 في المئة من البالغين الأميركيين يستخدمون أجهزة، مثل أجهزة الكمبيوتر اللوحية أو المحمولة، في السرير، فيما تبين الدراسات في بلدان أخرى أن هذه الظاهرة أكثر انتشارا بين البالغين الأصغر سنا.

لكن الولع بأجهزتك الإلكترونية يلحق الضرر بنمط نومك: فهو يجعلك تسهر حتى وقت متأخر، وتستيقظ كثيرا خلال الليل. وقد أوضحت مزيد من الأبحاث أن استخدام التكنولوجيا ليلا يمكن أن يكون له تأثير ضار على القدرة على التعامل مع التوتر، وتقدير الذات، والصحة النفسية.

فدون قدر كاف من النوم، تصبح أقل إنتاجية في العمل، ويمكن أن يؤثر ذلك على صحتك على المدى الطويل، إلا أنه يبدو أن القليلين منا قادرون على مقاومة ذلك. فلماذا؟

النوم المنقطع

على عكس القراءة أو مشاهدة التلفزيون، تعد الأجهزة الإلكترونية الحديثة أجهزة تفاعلية. فهي تمكنك من الاتصال مع العالم الخارجي، حتى من غرفة نومك، وهي المكان الذي كان تاريخيا مكانا خاصا للاسترخاء ونسيان يوم مشحون بالحركة.

يقول ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا، بيركلي: "إن هذه الأجهزة تسبب تأخير النوم". ويقول الخبراء إننا نحتاج إلى ما بين 30 دقيقة وساعة من التحضير قبل النوم، لإعطاء عقولنا فرصة للاسترخاء من ضغوط اليوم، وبالتالي فإن أشياء مثل قراءة كتاب أو تناول مشروب ساخن، أو ممارسة لعبة عقلية، تساعد على ذلك.

لكن، كما يقول ووكر، عندما نلتقط هواتفنا، فإننا نلغي عملية التحضير التي تحتاجها أدمغتنا من خلال تمديد اليوم إلى ساعات متأخرة من الليل، والتأثر بكل أنواع التوتر والقلق الناتجة عن تلك الأجهزة.

ويقول: "قد نشعر بالنعاس تماما، ويمكن أن نغفو بسهولة إذا انقطع التيار الكهربائي وتوقفت هواتفنا عن العمل. إلا أننا عندما نلتقط هذه الأجهزة، فإنها تسمح لنا بتأجيل النوم. وفي كثير من الأحيان، يذهب الناس إلى السرير، ويراسلهم أحد عبر موقع فيسبوك، أو يرسل لهم رسالة إلكترونية، وتمضي 20 أو 30 دقيقة دون أن يشعروا بذلك".

ويضيف قائلا: "إن إرسال رسالة نصية أو نشرها على فيسبوك، أو تفحص رسائلك الإلكترونية، يعني أنك في انتظار ردود، وذلك يحفز جهازك العصبي الحسي. ثم بمجرد وضع الجهاز إلى جانب السرير، إذا تركت هاتفك في وضع التشغيل، فإنك تتلقى كل أصوات الرنين والتنبيهات، وغيرها من الأصوات التي يمكن أن توقظك خلال الليل".

ويبدو أن هناك فرقا ملحوظا بين السهر حتى وقت متأخر مع كتاب جيد أو في مشاهدة التلفاز في السرير، وبين استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المختلفة.

فالطريقة التي نتعامل بها مع الأجهزة الإلكترونية تتيح لها استهلاك قدر أكبر بكثير من الساعات التي يجب أن نكون فيها نائمين، وفقا للباحثين.

وقد توصلت مراجعة بحثية لعشرين دراسة حول أنماط نوم الأطفال إلى أن الأطفال الذين يضعون الأجهزة المحمولة في غرفهم يكون نومهم أقل عمقا.

وعلى سبيل المثال، فإن الضوء الأزرق الذي ينبعث من العديد من الشاشات الإلكترونية يمكن له أن يغير عملية إطلاق الهرمون الذي يدعى الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم النوم، وهو ما قد يفقدنا السيطرة على الساعة البيولوجية الداخلية للجسم.

لا يمكن وضعها جانبا

قضى بن كارتر، وهو أخصائي إحصاء حيوي في معهد الطب النفسي في كلية كينغز في لندن، السنوات القليلة الماضية في دراسة تأثير التكنولوجيا على النوم، وكشف عن وجود ارتباطات قوية بين استخدام الأجهزة الإلكترونية المحمولة في غرفة النوم وقلة النوم.

ويقول كارتر إننا سمحنا لأنفسنا بالمشي أثناء النوم، وصولا إلى "أوضاع نكون فيها في الفراش مع أجهزتنا التكنولوجية وهي تتحكم فينا، ولا شك في أنه قد يكون لها آثار بعيدة المدى على نوعية نومنا".

لكن بالنظر إلى الضرر الذي يمكن أن تحدثه هذه الأجهزة، فما الذي يمكن أن يحدث؟ يقول كارتر إنه يمكننا تشبيه سلوكنا مع تلك الأجهزة بسلوك التدخين.

ويقول: "إذا كان هناك أمر ما تفعله آخر شيء في الليل، وأول شيء في الصباح، فمن المرجح أنك مدمن".

ويقول كارتر: "تحدثت مؤخرا مع أستاذ متخصص في الإدمان، وقال لي إنه يستيقظ في الليل لتصفح الصحف الأميركية على هاتفه الذكي".

ويضيف كارتر: "أنا أيضا أعلم أنه لا ينبغي تفحص هاتفي قبل النوم، لا أريد فعل ذلك، لكن في الواقع من الصعب جدا التخلص من العادات السيئة'".

إعلان