قبس نيوز
سمير خلف.....
من يحكم العراق اليوم.. من هو على رأس السلطة في البلاد..بغض النظر عن الصراع الايراني الامريكي وملابساته والتصعيد المتبادل بينهما والذي يسعى كل من الطرفين إلى زج العراق في صراع اصبح مفهوما ومهمورا بالدم،وواضحا في المشهد السياسي.فالمقدمات هنا واضحة والنتائجة تابعة لتلك المقدمات ولا اريد الخوض فيها.
لكن السوأل المهم من يحكمنا كأنظام سياسي؟
فالمشهد السياسي العراقي يعاني من ارتباك واختناقات تزيده التباساً وتعقيداً لصعوبة إدراك واقعه، ويتجسد ذلك، بنحو واضح، في مأزق الأحزاب الدينية الضالعة في خرابه.بدليل ان المواقف السياسية الحاصلة اليوم لاتتسم بالعقلانية.
لكن يبقى السؤال الملح من يحكمنا اليوم.هل يحكمنا حزب بمليشياته. ام طائفة بعقيدتها. ام شخص بنفسه؟ ام تحكمنا مرجعيات دينية ام يحكمنا كل هولاء معنا.ام نحن بدون حاكم اصلا.
سؤال يقودنا الى مجموعة من التساؤلات؟
اني أرى كما يرى غيري كلمة الحكم في العراق كلمة ليس لها اي مكان أو تفسير في عقل الفرد العراقي. لأن اذا قلنا من يحكم العراق.. يعني هناك فعلا دولة وهناك حكومة. وهذا ليس موجودا على ارض الواقع لانه في الاساس لا توجد تجربة عمل سياسي واضحة المعالم يمكن الاستناد عليها وفهم مايدور وما يحدث.فبارغم تعقيد الازمة لانعرف اين تكمن المشكلة تحيدا.وثمّة تعقيدات أخرى باتت أكثر وضوحا في المشهد السياسي.
انا اطرح السؤال واعرف أن هناك بالصورة حكومة عراقية ومجلس نواب ومؤسسات دولة.. لكنني اعرف ويعرف غيري ايضا ولا يخفى على احد أن هناك مليشيات مسلحة تتسيد الشارع ولها اليد الطولى في الحكم مثلما نعرف ان هناك عصابات منظمة وزمرا ارهابية لا يدري احد طبيعة اجنداتها الا اذا كنا نعترف بتمويلها خارجيا وبانها تحمل فكرا اسود يعشش في عقول قادتها يمكن ان يكون اجندة صنعها الاحتلال المزدوج (الامركي الايراني) وانهم هم من يقف ورائها ويمولونها وبهذا فانها تشكل مأزقاً كبيرا للوضع السياسي العراقي،والا قلي بربك ما معنى ان يدخل اناس ملثمين في وضح النهار الى مدرسة ليخرجوا طلابها ويهينوا كادرها التدريسي بحجة انهم يريدوا وطن.ولا اكشف سراً عندما اقول أن من بين مايقوم بذلك هم شركاء بالعملية السياسية في العراق وهم من يقف وراء كل ذلك وبقوة. وهي من اوصلتنا الى مانحن فيه ومن يرد أن يراوغ لإنكار هذه الأمور لن يعدم الفرصة والحيل إنما تبقى الحقائق راسخة وثابتة لأنها حقائق.
لقد تحول العراق اليوم إلى اللادولة أو دولة بلا قانون تحكمه شريعة الغاب والبقاء للأقوى والقوة اليوم بيد الميليشيات المتغولة والتي تملك المال والسلطة والسلاح والإعلام وفي مواجهتهم شعب أعزل لا يملك سوى الإرادة والحلم بوطن حر وهذه قبالة تلك لا تساوي شيئا والا تصنع شيئا سوى المواجهة الغير متكافئة .
وعلى الرغم من مطاولة ما سميت "العملية السياسية" التي بنى مرتكزاتها على المحاصصة الطائفية والقومية والتي تعد ام المشاكل لدينا الأ ان بعضهم قدم مصالحه الخاصة (الحزبية والفئوية والطائفية والقومية) على حساب الدولة العراقية، فبدلاً من أن يكونوا وسيلة وطنية لمد يد العون له في إنجاح مشروعه الوطني، رضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للتآمر عليه وهم فقط بانتظار مشهد التلاقي والتخاصم السياسي (الأميركي الإيراني) في العراق،وكيف يعدون العدة لذلك.وياليتهم يدركون أن الأوضاع في بلدهم ما كانت لتذهب إلى هذا المنعطف السيّئ لولا اغماسهم في الولاءات العقيمة التي لا تلد وطن.
العراق اليوم يعيش في فراغ سياسي واجتماعي وقد اصبحت البلاد تعيش في مفترق طرق بين نظام سياسي بمليشياته اضاع مشروع الدولة وبين مجتمع وجيل شباب لم يعد يتحمل الانتظار وهو يسعى لااعادة مشروع الدولة العراقية على أسس جديدة تاخذ في عين الاعتبار تحقيق الوصول الا انقاذ اليلد من التبعية المفرطة .
العراق في هذه اللحظة يبحث عن نفسه ومستقبله، وإن فشل الوعود بتغير العملية السياسية سيمهد لانهيار النظام السياسي في البلاد وعلى الاحزاب الضالعة في الخراب ان تعي ذلك ولا خيار لهم اليوم الا العمل على تهدئة اوضاع الشارع الملتهب بالتظاهرات والتقليل من تصعيد غليان فاتورة المطالب حتى لا يعجزوا على تحقيق شي منها. وبيقى السؤال الملح والذي لم نجد له جوابا هو...من يحكمنا وسيبقى التكهن أساس محاولة؟